الملتقى الخليجي الأول للباحثين التربويين
تحت رعاية وحضور معالي وزير التربية بدولة الكويت المهندس سيد جلال الطبطبائي ، افتتح المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج ، "الملتقى الخليجي للباحثين التربويين" صباح اليوم الاحد الموافق 14 ديسمبر ، والذي يستمر لمدة يومين ، وذلك بحضور مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج معالي الدكتور محمد المقبل، ومدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج سعادة الدكتور محمد الشريكة ، وعدد من وكلاء وزارات التربية والتعليم في دول الخليج ومدراء منظمات دولية وسفراء ورؤساء بعثات دبلوماسية وباحثين ومتخصصين تربويين وخبراء دوليين.
وافتتح وزير التربية في دولة الكويت معالي المهندس السيد جلال الطبطبائي الملتقى بكلمة رحب فيها بالحضور ، معتبرا ان هذا اللقاء العلمي الرفيع يجمع نخبة من العقول التربوية وصناع السياسات والخبراء من دول مجلس التعاون، ويجسد إيماننا المشترك بأن البحث التربوي هو الأساس لتطوير التعليم وصياغة مستقبله.
وقال الطبطبائي ان الملتقى يأتي في مرحلة تشهد فيها نظمنا التعليمية تحولات متسارعة، وتحديات متنامية تفرض علينا تطوير أدواتنا البحثية، وتعزيز التكامل في الرؤى والتجارب، بما يواكب متطلبات العصر، مؤكدا على المكانة المتقدمة التي يحظى بها البحث التربوي بوصفه ركيزة أساسية لصياغة السياسات التعليمية الرشيدة، واتخاذ القرار المستند إلى المعرفة والأدلة العلمية.
وقال ان احتضان هذا الملتقى يمثل نهجا كويتيا ثابتا يؤمن بأهمية العمل الخليجي المشترك في بناء منظومة بحثية متكاملة تقوم على تبادل الخبرات وتكامل الجهود بما يعزز قدرتنا على مواجهة التحديات التعليمية المشتركة، وتحويلها إلى فرص تطوير مستدام.
وعبر الطبطبائي عن بالغ اعتزاز وزارة التربية في الكويت بما تحظى به من دعم ورعاية سامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح حفظهما الله ورعاهما، وبما تتلقاه من دعم وتوجيهات كريمة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبد الله الصباح حفظه الله، وهو دعم يعكس إيمان قيادتنا السياسية بأن التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء المجتمعات المتقدمة والمحرك الرئيس للتنمية المستدامة.
وشدد الطبطبائي على ان التعليم أصبح منظومة متكاملة تعنى ببناء الإنسان وتنمية مهاراته، وتعزيز قدراته على التفكير والابتكار، بما يمكن أبناءنا من التكيف مع متطلبات العصر، والمنافسة في اقتصاد المعرفة، مما يجسد أهمية هذا الملتقى، بما يتضمنه من محاور نوعية تناقش أولويات البحث التربوي الخليجي، وتوظيف التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في البحث، وتعزيز السياسات التعليمية المستندة إلى البحوث التطبيقية، متطلعا ان يشهد الملتقى صياغة توصيات علمية ورؤى بحثية داعمة لصناع القرار، وتعزيز جودة السياسات التعليمية، وبناء مستقبل تعليمي أكثر كفاءة واستدامة لأبنائنا في دول مجلس التعاون الخليجي.
بدوره القى مديرعام مكتب التربية العربي لدول الخليج معالي الدكتور محمد المقبل ، كلمة أشار خلالها الى التحديات التي تواجه الباحث التربوي في دول الخليج؛ من عدم وفرة البيانات، ومحدودية التمويل، وضعف الربط بين نتائج البحث واحتياجات صانع القرار، إلى الحاجة لبناء بيئات بحثية محفزة في المدارس والجامعات.
واكد المقبل ان تجاوز هذه التحديات واجب عبر إنشاء منصات بيانات خليجية مشتركة، وتوسيع برامج الدعم والتمويل، وتفعيل الشراكات البحثية الدولية، واعتماد منهجيات حديثة، وبناء قدرات الباحثين بما يتوافق مع متطلبات العصر.
وبين إن مستقبل التعليم في الخليج مرهون بتحويل البحث التربوي من نشاط موسمي إلى منظومة مستدامة تنتج معرفة تترجم إلى خطط وبرامج قابلة للتطبيق، لافتا ان مكتب التربية العربي لدول الخليج أولى هذا الحقل عناية مبكرة بإنشائه مركزاً متخصصاً للبحوث التربوية منذ العام 1977م، برعاية ودعم كريمين من أصحاب الجلالة والسمو والفخامة قادة الدول الأعضاء.
واكد المقبل إن هذا الملتقى بما يجمعه من خبرات ورؤى، فرصة لتعزيز قيمة البحث العلمي وبناء جسور معرفية وشراكات بحثية أرحب، تسهم في تطوير التعليم وخدمة مجتمعاتنا الخليجية.
بدوره اكد مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج سعادة الدكتور محمد الشريكة في كلمة له على الدعم والرعاية التي يحظى بها المركز من القيادة السياسية في دولة الكويت والحكومة الكويتية الرشيدة من احتضان للمركز الامر الذي يعزز دوره في خدمة منظومات التعليم الخليجية ودعم صناع القرار التربوي في المنطقة.
وقال الشريكة إن تنظيم الملتقى الخليجي للباحثين التربويين يأتي في مرحلة مفصلية تشهد فيها نظم التعليم في دول الخليج تحديات متسارعة تتطلب جهوداً بحثية رصينة وحلولاً مبتكرة لافتا الى ان المركز حرص على أن يكون هذا الملتقى منصة علمية فعالة تُعنى بتعزيز التواصل البحثي وتبادل الخبرات المهنية والاطلاع على أحدث المنهجيات العالمية في البحث التربوي، بما يسهم في دعم أصحاب القرار لبناء سياسات تعليمية قائمة على الأدلة.
وأشار الى برنامج الملتقى الذي يمتد ليومين ويشمل جلسات عامة يقدمها بعض قادة التعليم في دول الخليج وخبراء دوليون حول أولويات البحث التربوي وقضايا التعليم المعاصرة ومجتمعات التعلم المهنية ، فضلا عن ورش عمل متخصصة تتناول مهارات التفكير التحليلي والنقدي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والبيانات المفتوحة في البحث التربوي وحلقات نقاشية معمقة تبحث أخلاقيات البحث التربوي.
وأشار الشريكة الى ان أهمية هذا الملتقى لا تكمن فقط فيما يقدمه من محتوى علمي وتطبيقي بل في كونه فرصة فريدة لالتقاء العقول والخبرات وتبادل الرؤى حول مستقبل التعليم في دول الخليج والانتقال بالبحث التربوي من نطاق التنظير إلى ممارسات واقعية مؤثرة تعالج التحديات القائمة وتواكب طموحات المستقبل. هم






